إعلان المنتدى الدولي حول الهولوكوست (أو “إعلان ستوكهولم”) هو الوثيقة التأسيسية للتحالف العالمي لحفظ ذكرى الهولوكوست، وما زال يمثل تأكيدا متواصلا لالتزام كل دولة عضو في “التحالف” بالمبادئ المشتركة.
- لقد تحدى الهولوكوست (شوآه) أساسا أركان الحضارة، حيث سيظل طابعه غير المسبوق يحمل معاني عالمية، إذ يبقى، وبعد أن مضى عليه نصف قرن، حدثا قريبا بما يكفي على محور الزمان كي يتمكن الناجون من الإدلاء بشهاداتهم حول الأهوال التي طالت الشعب اليهودي، كما أن المعاناة المروعة التي تكبدها الملايين من الضحايا الآخرين للنازية قد خلّفت جرحا لا يلتئم في كافة أنحاء أوروبا.
- إن حجم الهولوكوست، الذي خطط له ونفذه النازيين، يجب أن يبقى محفورا في ذاكرتنا الجماعية إلى الأبد. كما أن التضحيات من اجل الغير للذين تحدوا النازيين ودفع بعضهم حياتهم ثمنا لدفاعهم عن ضحايا الهولوكوست أو إنقاذهم، يجب أن نحفرها في قلوبنا هي الأخرى. ومن الجدير أن تكون أعماق الذعر وذرى البطولة محكّا لإدراكنا قدرة البشر على ارتكاب الشر من جهة والارتقاء إلى قمم الخير من جهة ثانية.
- ولكون الإنسانية لا تزال تحمل جروح الإبادة الجماعية، التطهير العرقي، العنصرية، اللاسامية وكراهية الغرباء فإن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية مقدسة لمحاربة هذه الشرور، وعلينا الإقرار بالحقيقة المروعة للهولوكوست في وجه أولئك الذين ينكرونه، بل تعزيز الالتزام الأخلاقي لشعوبنا ولحكوماتنا بضمان أن تكون الأجيال المقبلة قادرة على فهم أسباب الهولوكوست والتفكير في تبعاته سواء في البلدان التي حققت الكثير في هذا الاتجاه أم تلك التي ستختار الانضمام إلى مساعينا.
- إننا نتعهد بتعزيز جهودنا لدعم تدريس الهولوكوست وحفظ ذكراه ودعم الأبحاث المتعلقة به سواء في البلدان التي حققت الكثير في هذا الاتجاه أم تلك التي ستختار الانضمام إلى مساعينا.
- لدينا التزاما مشتركا بتشجيع تدريس الهولوكوست بأبعاده كافة، في مدارسنا وجامعاتنا وفي مجتمعاتنا وتشجيعه في مؤسسات أخرى.
- ولنا التزام مشترك بحفظ ذكرى ضحايا الهولوكوست وتكريم من وقفوا بوجهه، وسوف نشجع الأشكال المناسبة لحفظ ذكرى الهولوكوست بما فيها إعلان ذكرى سنوية للهولوكوست في دولنا.
- كما لدينا التزام بتسليط الضوء على البقع التي ما زالت مظلمة في تاريخ الهولوكوست، وسوف نتخذ كل ما يلزم من إجراءات لتسهيل فتح الأرشيفات لضمان أن يستطيع الباحثون الاطلاع على جميع الوثائق ذات الصلة بالهولوكوست.
- من المناسب أن يعلن هذا المؤتمر الدولي الكبير، وهو الأول من نوعه في الألفية الجديدة، عن التزامه بزرع بذور مستقبل أفضل في تراب الماضي المر، ونحن إذ نعبّر عن تعاطفنا مع معاناة الضحايا ونستمد الإلهام من كفاحهم، نؤكد ضرورة التزامنا بحمل ذكرى من هلك من الضحايا واحترام الناجين الذين ما زالوا يعيشون بيننا وتأكيد طموح الإنسانية جمعاء في تحقيق التفاهم والعدالة.